الاثنين، 14 يوليو 2008

فقة السنة


الآذان الأول والثاني في صلاة الفجر...

قول صلى الله عليه وسلم : ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم ) ‏‏قال الامام النووى فى شرح صحيح مسلم : فيه جواز الأذان للصبح قبل طلوع الفجر .
و فيه : جواز الأكل و الشرب و الجماع و سائر الأشياء إلى طلوع الفجر . و فيه جواز أذان الأعمى , قال أصحابنا : هو جائز , فإن كان معه بصير كابن أم مكتوم مع بلال فلا كراهة فيه , و إن لم يكن معه بصير كره للخوف من غلطه .
و فيه استحباب أذانين للصبح أحدهما قبل الفجر , و الآخر بعد طلوعه أول الطلوع .
و فيه اعتماد صوت المؤذن , و استدل به مالك و المزني و سائر من يقبل شهادة الأعمى , و أجاب الجمهور عن هذا بأن الشهادة يشترط فيها العلم و لا يحصل علم بالصوت لأن الأصوات تشتبه , و أما الأذان و وقت الصلاة فيكفي فيها الظن .
و فيه دليل لجواز الأكل بعد النية , و لا تفسد نية الصوم بالأكل بعدها , لأن النبي صلى الله عليه وسلم أباح الأكل إلى طلوع الفجر , و معلوم أن النية لا تجوز بعد طلوع الفجر , فدل على أنها سابقة , و أن الأكل بعدها لا يضر , و هذا هو الصواب المشهور من مذهبنا و مذهب غيرنا . و قال بعض أصحابنا : متى أكل بعد النية أو جامع فسدت , و وجب تجديدها , و إلا فلا يصح صومه , و هذا غلط صريح .
و فيه استحباب السحور و تأخيره .
و فيه اتخاذ مؤذنين للمسجد الكبير , قال أصحابنا : و إن دعت الحاجة جاز اتخاذ أكثر منهما , كما اتخذ عثمان أربعة , و إن احتاج إلى زيادة على أربعة فالأصح اتخاذهم بحسب الحاجة و المصلحة ‏‏قوله : ( ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ) ‏‏قال العلماء : معناه أن بلالا كان يؤذن قبل الفجر , و يتربص بعد أذانه للدعاء و نحوه , ثم يرقب الفجر فإذا قارب طلوعه نزل فأخبر ابن أم مكتوم فيتأهب ابن أم مكتوم بالطهارة و غيرها , ثم يرقى و يشرع في الأذان مع أول طلوع الفجر .
‏‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال أو نداء بلال من سحوره فإنه يؤذن )أو قال :( ينادي ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم ) ‏‏فلفظة ( قائمكم ) منصوبة مفعول ( يرجع ) قال الله تعالى ( فإن رجعك الله ) و معناه أنه إنما يؤذن بليل ليعلمكم بأن الفجر ليس ببعيد , فيرد القائم المتهجد إلى راحته لينام غفوة ليصبح نشيطا , أو يوتر إن لم يكن أوتر , أو يتأهب للصبح إن احتاج إلى طهارة أخرى , أو نحو ذلك من مصالحه المترتبة على علمه بقرب الصبح
‏‏و قوله صلى الله عليه وسلم : ( و يوقظ نائمكم ) أي ليتأهب للصبح أيضا بفعل ما أراد من تهجد قليل , أو إيتار إن لم يكن أوتر , أو سحور إن أراد الصوم , أو اغتسال أو وضوء أو غير ذلك مما يحتاج إليه قبل الفجر . ‏‏قوله صلى الله عليه وسلم في صفة الفجر : ( ليس أن يقول هكذا و هكذا و صوب يده و رفعها حتى يقول هكذا و فرج بين إصبعيه ) ‏‏و في الرواية الأخرى : ( إن الفجر ليس الذي يقول هكذا) وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض و لكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يده ) و في الرواية الأخرى : ( هو المعترض و ليس بالمستطيل ) و في الرواية الأخرى : ( لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا ) قال الراوي : يعني معترضا . ‏‏في هذه الأحاديث بيان الفجر الذي يتعلق به الأحكام , وهو الفجر الثاني الصادق , ( و المستطير ) بالراء , والإشارة لزيادة البيان في التعليم.
عماد حمدي ناصف

ليست هناك تعليقات:

The Admin

The Admin
Emad Hamdy

الإسلام قادم